المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن يعتزم توسيع نطاق اتفاق الهدنة
المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن يعتزم توسيع نطاق اتفاق الهدنة
أكد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، لمجلس الأمن أن الهدنة تمثل أفضل فرصة متاحة منذ سنوات لإحلال السلام في البلاد، داعيا إلى تشجيع الأطراف ودعمها لتحقيق أقصى منفعة من هذه الفرصة لصالح اليمن ككل.
وشجّع غروندبرغ الأطراف على المشاركة بصفة عاجلة وبشكل بنّاء مع جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق بشأن فتح طرق في تعز ومحافظات أخرى، لكي يتسنى لجميع اليمنيين استشعار فوائد ملموسة للهدنة في حياتهم اليومية، وفق الموقع الإعلامي للأمم المتحدة.
وفي إحاطته الافتراضية أمام مجلس الأمن، الاثنين، قدّم المبعوث الخاص، هانس غروندبرغ، عرضا للتطورات الأخيرة وجهود السلام في اليمن، وسلّط الضوء على ما تم تحقيقه في 3 أشهر ونصف من الهدنة، وبعض التحديات أمام تنفيذها وكيفية تجاوزها، وطرق المضي قدما وتمديد الهدنة وتوسيع نطاقها.
وقال: "في الأسابيع المقبلة، سأستمر في البحث مع الطرفين بشأن إمكانية تمديد اتفاق الهدنة وتوسيع نطاقها"، منوها بأن ذلك سيوفر الوقت والفرصة لبدء مناقشات جادة حول المسارات الاقتصادية والأمنية -كما قال- للبدء في معالجة القضايا ذات الأولوية مثل الإيرادات ودفع الرواتب، وبدء عملية التحرك نحو وقف لإطلاق النار.
وأضاف: "حتى هذا التاريخ، ظلت الهدنة صامدة لأكثر من 3 أشهر، وقد أدت إلى انخفاض كبير في عدد الضحايا المدنيين، مع انخفاض عدد الضحايا المدنيين بمقدار الثلثين مقارنة بالأشهر الثلاثة التي سبقت بدء الهدنة".
وأشار إلى أنه بسبب الانخفاض الحاد في الأعمال العدائية، فإن الخسائر المدنية المرتبطة بالنزاع تعود في معظمها الآن إلى الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، التي لا تزال تشكل تهديدا على حياة المدنيين، بما في ذلك الأطفال، مع عودتهم إلى المناطق التي انخفض فيها معدل الأعمال العدائية.
وقال غروندبرغ: “لا نزال نتلقى تقارير من كلا الجانبين بشأن حوادث مزعومة في اليمن، بما في ذلك النيران المباشرة وغير المباشرة وهجمات الطائرات بدون طيار وتحليق الطائرات الاستطلاعية وإنشاء تحصينات وخنادق جديدة”.
وأبلغ مجلس الأمن أن مكتبه عقد الأسبوع الماضي الاجتماع الثالث للجنة التنسيق العسكرية، التي ضمت ممثلين عن الأطراف بالإضافة إلى قيادة القوات المشتركة للتحالف.
ونوقش في الاجتماع تشكيل غرفة التنسيق المشتركة التي ستكلَف بخفض التصعيد على المستوى العملياتي، وتم تعيين فريق عامل بدأ بمناقشات فنية مفصّلة لتوحيد المقترحات في هذا الصدد.
حرية التنقل
تطرق غروندبرغ إلى استمرار الجهود المبذولة لتعزيز حرية التنقل للرجال والنساء داخل اليمن من جهة، وداخل اليمن وخارجه من جهة أخرى منذ بدء الهدنة.
وشدد على أن فتح الطرق لا يقتصر فقط على تخفيف المعاناة الإنسانية وإزالة القيود، ولكن أيضا يتعلق بالبدء في تطبيع ظروف الحياة اليومية للرجال والنساء اليمنيين، بما في ذلك التعليم والعمل والخدمات الصحية والاقتصاد بشكل عام.
وأكد أن الاتفاق على فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى سيكون أمرا بالغ الأهمية، وستتردد أصداء فوائده في جميع أنحاء اليمن.
كارثة إنسانية تزداد سوءاً
من جانبها، تحدثت مساعِدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا، عن الآثار الإنسانية لاستمرار النزاع في اليمن، وقالت في بداية إحاطتها إن الكارثة الإنسانية في اليمن على وشك أن تزداد سوءا؛ إذ على الرغم من أهمية الهدنة، "إلا أنها وحدها لن تكون كافية لوقف ما نخشى قدومه".
وقالت: "قد ترتفع الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد -بما في ذلك خطر المجاعة في بعض المناطق- بشكل حاد في الأسابيع والأشهر المقبلة".
ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة لانتشال اليمن من الأزمات المتعددة التي يغرق فيها.
ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 سنوات حرباً مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.
وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.